تعد صناعة سروج الخيل من أعرق الصناعات التقليدية التي اشتهر بها الصناع المغاربة منذ القدم، واشتهرت بها مدن عدة أبرزها مدينتا فاس ومراكش، بيد أن حب الحرفة موروث أبا عن جد، أما الإبداع فيسر العين والتاريخ يشهد لهذا الفن، فهي صناعة تقتضي تضافر مجموعة من الحرف كالنجارة والحدادة والصفارة والدباغة والطرازة والقياطة وعمليات فتل الخيوط، إضافة إلى مهارة الصانع المغربي الذي يتفنن في صنعها وتزيينها برسوم وخطوط مستمدة من التراث المغربي الأصيل، تجعل الفارس منبهرا ويقف حائرا أمام إتقان الصانع المغربي لها
وتبقى السروج التقليدية المغربية فريدة من نوعها وإرثا متوارثا ويتناقل عبر الأجيال، وهو مفخرة للصناعات المغربية التقليدية، لأنه يضم عددا من الصنائع التي تجتمع بعضها مع بعض لصنع السرج التقليدي، وهي موحدة في جميع مدن المغرب، ذلك أنها منتوج يدوي خالص يكون مطرزا بالحرير أو الصقلي (نوع من الخيوط المذهبة).
وما يميزهذه السروج التقليدية المغربية أنها فريدة من نوعها في العالم بأكمله، لأن مواصفاتها ليس لها مثيل في باقي البلدان باستثناء الجزائر، التي يوجد فيها بعض التشابه بالنسبة للمنطقة الشرقية، حيث يصنعون السرج بالطرز في قطعة واحدة ويسمى بالسرج الشرقي.
ويشار إلى أن مصمم ومبدع أزياء السروج، يمكن أن يصنع السرج في 24 ساعة، وهناك من السروج ما يتطلب ثمانية أشهر أو سنة لصنعها حسب الجودة والمواصفات التي يريدها الزبون. كما أن هنالك العديد من النساء العاملات التقليديات اللواتي يتكلفن بتطريز مختلف القطع المكونة للسرج التقليدي. كل واحدة منهن تعيد رسم النقوش المختارة بفنية ودقة عاليتين مستعملات خيوطا ذهبية رقيقة.
ويشهد الإقبال على السروج التقليدية المغربية تزايدا من سنة لأخرى، فهناك إعجاب كبير يلازم السروج التقليدية المغربية، سواء من الدول العربية أو دول أوروبا كفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، و زواره من المغاربة والأجانب يشترون السروج كاملة وأحيانا كثيرة يقتنون بعض أجزائها كتذكار.
وقد بقي السرج المغربي ثوبا يجمع الأصالة و الحداثة بلمسة كلها فخامة, مع أنه ليس من السهل أن يحافض زي تقليدي على مكانته بين الأجيال المتعاقبة بل و يجد موطىء قدم في المحافل الدولية رغم التعديلات التي طرأت عليه